الخميس، 17 ديسمبر 2009

وزيرة الصحة الفنلندية تحذر من مؤامرة

*
حذرت وزيرة الصحة الفنلندية د. رونى كيلد من مؤامرة أمريكية استخدمت حملة إعلامية ضارية لنشر الرعب من أنفلونزا الخنازير بقصد إجبار دول العالم على تطعيم مواطنيها وقالت أن الطعم المنتج لم تتح له الفرصة لإثبات عدم خطورته على صحة الإنسان ولا أحد يعلم ماذا سيحدث للناس بعد عام أو عامين أو عشرين عاما من التطعيم ، وحددت مخاوفها من العقم والسرطانات والأمراض العصبية القاتلة مثل متلازمة جيليان بار العصبية التى بدأت فى الظهور على المطعمين 
.
اتهمت الوزيرة فى معرض حديثها شركات الأدوية الأمريكية بالضغط على منظمة الصحة العالمية لإعلان وباء أنفلونزا الخنازير كوباء خطير يجب استعمال التطعيم ضده من جانب جميع سكان الكرة الأرضية ، كما أعلنت عن شكوكها وشكوك حكومة فنلندا فى أن هناك أغراض غير طبية وراء الحملة تتمثل فى محاولة الإثراء غير المشروع من جانب شركات الأدوية المنتجة للطعم الذى وصفته بأنه قاتل أو على أقل تقدير يسبب أمراضا مستعصية ، ولذلك أوقفت حكومتها إعلان المرض كوباء خطير كما أعلنت مقاطعة حملة التطعيم باعتبار الطعم غير آمن ، بينما وصفت الحديث عن خطورة المرض نفسه بأنه هراء 
.
واتهمت الوزيرة كل من رامز فيلد وزير دفاع بوش ، وهو مالك لإحدى شركات الأدوية ، وهنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق باعتناق نظرية تهدف إلى التخلص من أكبر عدد ممكن من سكان الأرض "ممن ليس لهم لزوم" على سطح الكوكب لتسهل السيطرة عليه ، وقالت إن سياسة إجبار الناس على التطعيم وتحديد الأولوية فى التطعيم للأطفال والحوامل ستؤدى إلى انقراض الجنس البشرى بقتل الأجيال القادمة ، وأبدت الوزيرة اقتناعها التام بأن هذا هو الهدف النهائى لمن يقف وراء هذه الحملة 
.
نصحت الوزيرة الجمهور بعدم الانصياع إلى حملات التطعيم خاصة أن الحكومة الأمريكية قد ضمنت نصا قانونيا يحمى شركات الأدوية من أية مسئولية فى حال حدوث مضاعفات من التطعيم وأن هذا الاتجاه للتنصل من المسئولية قد سرى إلى جميع الحكومات والهيئات القائمة بالتطعيم حيث تطالب المتطعم بالتعهد بأنه يأخد الطعم على مسئوليته الشخصية 
اللهم اجعله خير .. 
.

عودة الجاهلية

*
انتظرت قليلا حتى تهدأ الأمور ونرى ماذا سيحدث على مستوى الشعوب والحكومات بعد مهزلة مباريات مصر والجزائر فى كرة القدم 
لكن شيئا لم يحدث .. ترك الأمر على ما هو عليه من عداء مصطنع ومقاطعة غير مفهومة للاقتصاد والإعلام والفنون والرياضة ، وهدم بكل طريقة للعلاقات السوية بين الدول والشعوب ، ولا أى محاولة للإصلاح .. 
ولا أدرى ماذا تريد شعوب هذه المنطقة المنكوبة بخلافاتها المزمنة حتى فى كرة القدم
غريب أمر هؤلاء القوم 
إن قلت نحن عرب ، تجد من يقول لا ، نحن أمازيج أو نحن أشوريون أو أكراد ، أو نحن أفارقة أو فراعنة أو أقباط 
وإن قلت نحن مسلمون تجد من يقول لا ، نحن مسيحيون ، أو بهائيون ، أو نحن يهود أو ملاحدة 
وإن قلت شرقيون تجد من يقول لا نحن أفارقة أو نحن مغاربة 
وهكذا .. متى أردت أن توحدهم فى كيان كبير اعترضت فئات لا تريد أن تنتمى إلى أى كيان غير ذاتها 
وبعد أن تكونت دول المنطقة بشكلها الحالى خلال القرن العشرين وزال عنها الاحتلال الأجنبى دخلت فيما بينها فى مقاطعات وتوترات وصلت حد القتال والحرب 
حتى داخل هذه التصنيفات تجد التناحر والتطاحن ، السنة فى حرب مع الشيعة ، وكنيسة تنقلب على كنيسة ، وجنوبيون يتمردون على الشمال ، وشماليون يريدون الانفصال 
وداخل الكيان السياسى الواحد تمزق الحروب الأهلية البلاد فى لبنان والعراق واليمن والجزائر والسودان والصومال وفلسطين 
.
ماذا يريد هؤلاء الناس؟
ألا يعيش كثير منهم فى بلاد بعيدة مهاجرين ينتمون إليها بكل رضا رغم علمهم ومعايشتهم لكونهم أقليات لا وزن لها فى بلاد المهجر؟
هل الاندماج فى مجتمعات غريبة جميل ولذيذ بينما الاندماج مع أقرب الناس إليهم جريمة أو عار؟ 
ألن تفيق هذه الشعوب من سفه التعصب لأى شيء دون عقل أو عقال 
ألن تفيق من ترف الخلاف بينما يعيش معظمها تحت خط الفقر ويئن تحت وطأة الجهل والمرض 
ألا يشعر المتمردون بحاجتهم إلى كيان أقوى وأكبر يصطلحون فى ظله ويستطيعون العيش فيه بسلام 
ألا يستطيعون التحدث إلى الغير بدلا من مهاجمته ومصالحته بدلا من مصادمته ومعايشته بدلا من محاربته خاصة إذا كان لا يبادلهم العداء ولا يبدأ به؟
ولما نذهب بعيدا عن كرة القدم وهى سبب هذه الفضيحة الشعبية والإعلامية والسياسية ، كيف إذا أراد كل لاعب اللعب "لوحده"؟ هل يمكن أن يستقل لاعب عن بقية اللاعبين؟ هل يمكن أن تنجز فرقته شيئا فضلا عن الفوز؟ هل يمكن أن ينتمى إلى نفسه فقط وينكر أنه عضو فى فريق؟ يعنى اللعبة جماعية ولا يمكن أن تكون غير ذلك
.
إن الحديث عن "حقوق" للأقليات هو حديث مشروع ولا يشكل مشكلة كبيرة للوطن الأم ، لكن هذه الفئات تصطدم بمجتمعاتها اصطداما حادا وعدائيا بشكل غير مفهوم ولا مقبول وهو ما ليس فى مصلحة أحد ، لا الأقليات ولا الأغلبيات ، المستفيد الوحيد من هذه الفرقة المخجلة هو أعداؤهم خارج المنطقة أو خارج الثقافة أو خارج المصالح المشتركة بينهم
على الحكومات أيضا احترام حقوق جميع مواطنيها حتى لا يكون اليأس مدعاة للتمرد والاستعانة بالقوى الخارجية محفزا للانشقاق 
نحن نرى كيف تتعامل الصين واليابان والهند وروسيا وألمانيا مع أميركا وشرق أوربا مع غربها مع اختلاف ثقافاتهم وحضاراتهم
يقول المثل الشعبى " اللى مالوش كبير يشترى له كبير" وهذه حكمة قديمة مغزاها أن الإنسان لوحده لا يستطيع العيش بسلام مهما بلغت قوته إذ لابد له من دعم ما أوانتماء يكفل له هوية محترمة ، ولكن الانتماء والارتماء إلى كيانات خارج المنطقة يهدد جميع من فيها ولا يؤدى إلا إلى التدمير أو العبودية 
ماذا تريد هذه الحركات الانفصالية غير تفتيت الأمة الكبيرة إلى دويلات صغيرة وكيانات ضعيفة يسهل ابتلاعها بل ومحوها إذا أراد أعداؤها ، ولن تحقق آمال الانفصال غير التشرذم والتشرد والضعف والهوان 
إنها خطوات للخلف لن تجلب غير التخلف أكثر وأكثر 
ولنر كيف نهضت الأمم عبر التاريخ .. هل نهضت أمة بانفصالها عن كيان كبير؟ أم أن الحضارات الكبرى قامت فقط بتوحيد الشعوب؟
أهى عودة الجاهلية؟
مساء الخير .. 
.