الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الفاتحة .. إلى روح أمى ..

إنا لله وإنا إليه راجعون .. البقاء لله وحده
بكل ما أوتيت النفس من إيمان أتقبل قضاء الله وأمره فى روح كريمة .. روح أمى الغالية ..
أنظر إلى مشوار حياتها وأتعجب .. كيف كانت تحيا هذه السيدة لأجل الآخرين وتعمل أكثر مما تعمل لنفسها .. كم مدت يد العون إلى الناس ، الأقربون والأبعدون ، وكم كانت تتذكرهم فى المناسبات وغير المناسبات .. كم ساعدت وكم ضحت ، وكم ابتسمت فى الوجوه وكم مسحت من دموع ، وكم ربتت على الأكتاف وكم تربت من خيرها أكتاف
كم قرأت من قرآن وكم صلت من صلوات وأخرجت من صدقات
كم فى حماها تربى صغار وكبار ، وكم فى ظلها احتمى أبرار وكم بحكمتها أخجلت أشرار
أسدل الستار أمس على حياة الفاضلة المناضلة إحسان عبد الرحمن .. اسم يعرفه كثيرون .. بين أسمائهم أجيال وفى أولادهم كتبت قصائد وأشعار بخطها الجميل وذوقها الراقى الأصيل
عاصرت إحسان عبد الرحمن أجيالا عديدة وشهدت متغيرات كثيرة فى المجتمع المصرى ، كانت فى مقدمة مسيرة تعليم المرأة فى مصر ونشرت الصحف صورتها تحت عنوان " الأولى على مدارس معلمات القطر المصرى .." وترقت فى سلك التربية والتعليم تربى وتساهم فى الحركة التعليمية الكبرى التى بدأت فى الخمسينات ثم تقلدت عدة مناصب وشاركت فى الحركة الاجتماعية والسياسية فى مدينة الإسكندرية فى الستينات
فى نطاق أسرتها كانت أختا لثلاثة أولاد هى أكبرهم سنا ، فقدت والدها مبكرا وتعاونت مع والدتها على تنشئة إخوتها حتى أكملوا تعليمهم ثم تزوجت من شخصية سكندرية معروفة هو الأستاذ محمد عفيفى ومضت معه فى رحلة عمر طويلة يظلها المحبة والتعاون وإلإخلاص
لها أربعة أولاد وثمانية أحفاد وهناك غير هؤلاء كثيرون اعتبرتهم أبناءها وأحفادها وعاملتهم بالمثل
كنت طفلا فى الثالثة من عمرى عندما اصطحبتنى أمى إلى المدرسة لأول مرة ، كنت أحضر كضيف غير مقيد ، بنهاية العام كنت قد تعلمت القراءة والكتابة ، فى العام التالى أرادت أن تلحقنى رسميا بإحدى المدارس لكن صغر السن كان عائقا صعبا ، فألحقتنى بمدرسة أزهرية كانت تقبل صغار السن أنعم الله على فيها بحفظ القرآن الكريم ، ثم جاء الصف السادس لنفاجأ بعدم قبولى للتقدم لاختبار الشهادة الابتدائية لصغر السن ، فقررت إلحاقى بمدرسة إعدادية خاصة تتغاضى عن شرط السن وتعقد اختبارا خاصا للقبول ، كان على اجتياز الاختبار وكان عليها تدبير المصروفات .. مر العام الأول بسلام إلى أن أعلنت النتيجة .. ذهبت إلى المدرسة متشوقا لرؤية اسمى ولأفرح والدى بالنتيجة ، لكنى لم أجد له أثرا ، لا فى كشوف الناجحين ولا فى كشوف الراسبين! وقفت حائرا أمام باب المدرسة المغلق لا أدرى ماذا أقول لأهلى .. اكتشفت وجود إعلان صغير بعيد يقول "طلبة ناجحون بتفوق ويعيدون السنة لصغر سنهم ..وتحتها اسمى !" قرأتها وأنا لا أكاد أصدق .. علمت أمى بالخبر ولم تسكت ، وصل الأمر للوزير .. انتهت الأجازة الصيفية وأدخلت رغم أنفى للصف الأول مرة أخرى لكن طبعا مصاب باكتئاب حاد .. ذات يوم بعد شهر من بدء الدراسة سمعت دقات على باب الفصل لا أنساها .. ثم ظهر وكيل المدرسة ليقرأ على أستاذ الفصل قرارا من وزير التربية والتعليم بنقل الطالب الذى هو أنا من الصف الأول إلى الصف الثانى الإعدادى .. كانت فرحة كبرى ونقلة كبيرة تعلمت منها دروسا كثيرة .. أهمها لا تيأس ..
جاء امتحان الثانوية العامة .. خذلنى المجموع فلم يمكننى من دخول الكلية التى أرغبها .. صرحت لأسرتى برغبتى فى إعادة السنة وإننى على ثقة من الحصول على مجموع أكبر ، لم يتحمس أبى كثيرا لهذا الرأى ونصحنى بأن أدخل الجامعة من أى باب وأنه بإمكانى إثبات تفوقى فى أى مجال ، ثم حذرنى من مغبة ضياع الفرصة إذا لم تأت الإعادة بما تشتهى السفن ، وقال إن أصررت على ذلك فلتحجز لك مكانا فى الجامعة وتنتظم فى الدراسة وفى نفس الوقت تجهز نفسك لإعادة الامتحان فإن خيرا تركت ذلك وإن لم تستطع فلن تفوتك الفرصة الحالية
سألتنى أمى عن رأيى فيما قال أبى .. قلت لها بصراحة أخشى أن تشغلنى الجامعة عن الإعادة وأنتهى إلى نفس الموقف .. ثم إننى أعلم موضع الضعف وسأعمل على علاجه لكن هذا يحتاج لتفرغ .. قالت: " أنا معك .." ثم وجهت كلامها إلى أبى قائلة: "دعه يفعل ما يشعر أنه يستطيع فعله .. هو يشعر أن هذه النتيجة لا تعبر عن مستواه الحقيقى وسوف يعمل من أجل إثبات مستواه ، فقط يحتاج فرصة ثانية .." قبل أبى كلامها وتم لى ما أردت
انتهيت من الجامعة لأدخل فى دوامة جديدة .. هذه المرة أريد السفر للخارج .. أبى ينصحنى بالسفر للعمل فى الخليج .. لكن فى رأسى أفكارا أخرى .. الخارج عندى معناه أوربا .. أمريكا وليس الخليج .. للدراسة العليا واكتساب خبرات متقدمة .. لكن هذا يتكلف أموالا طائلة .. عملت بنصيحة والدى بعض الوقت و جمعت بعض المال لكنه غير كاف ، لابد من دعم ما .. مرة أخرى تطمئننى أمى .. تجاهد لتوفر المال وترسل لى الدولارات رغم الغلاء المستمر ..
عدت بعد دراستى للعمل فى الخليج .. وددت أن أرد دينى .. لكنها لم تقبل .. " أنت تحتاج للمال أكثر منا .. مازال أمامك الكثير .. "
جمعت مالا أكثر أرسلته إلى أمى .. ماذا فعلت به؟ بنت لى سكنا خاصا ..
هكذا كان دعمها وهكذا مكنتنى من التفرغ لتخطيط مستقبلى وهكذا تمكنت من الاستقرار فى حياتى بحيث أكون أقرب ما يمكن إلى ما أحب وأرضى ..
رحمك الله يا أمى .. كنت خير معين لى .. ولولاك لما حققت شيئا يذكر
ليس هذا فقط ما أذكره لأمى .. أذكر ابتسامتها وبشاشتها ، وأذكر خطها المنمق فى رسائلها وأشعارها ، وأذكر صوتها الجميل تغنى لى وأنا طفل صغير أغنية أم كلثوم "مصر التى فى خاطرى وفى فمى .. أحبها من كل روحى ودمى .."
أذكرها فى شم النسيم من كل عام تجمع من تستطيع من الأقرباء لكى نقضى اليوم معا على شاطئ البحر .. وكلما زاد عددهم ازادت فرحتها بهم وبجلساتهم وأحاديثهم .. تعد لهم ما استطاعت من الأطباق الشهية وتطمئن إلى مناسبتها لكل الأذواق
أذكر كيف كانت تدبر ميزانية للمصيف كل عام حتى ترفه عن الأسرة عناء طول العام
ثم كيف استطاعت أن تشترى أرضا وتبنى عليها طابقا طابقا حتى أمنت سكن أولادها جميعا
أذكر كيف كان يزورها أناس لا حصر لهم ، كلهم ممتنون لها بجميل أو معروف
كيف كانت تعد الطعام الفاخر فى منزلها للمرضى فى المستشفيات المتواضعة
كيف كانت تتحدث عن أبى بفخر فى كل مناسبة ، وكيف حزنت يوم وفاته ..
أذكرها تجمع أولادى فى الأعياد لتمنحهم "العيدية" .. وتشترى لهم شهادات استثمار كل منهم باسمه ..
وتستعد فى شهر رمضان بما مكنها الله فيه من خير .. توزع الطعام والهدايا على البسطاء ، ثم إذا جاء عيد الأضحى أعدت لكل صاحب نصيب نصيبه ووزعته فى هدوء
وبحلول العام الدراسى لا تنسى أن تجمع ما استطاعت من الكتب ولوازم المدرسة والملابس توزعها على من يحتاج
وما تعلمته من أمى لا حصر له .. من أول القراءة والكتابة حتى كيفية التعامل مع الناس
كانت تدعونى إلى المطبخ لتشرح لى كيفية إعداد الطعام وتقول .. يوما ما ستكون بمفردك وسيكون عليك إعداد طعامك بنفسك
ثم عندما جاء الوقت الذى أصبحت فيه وحدى لم تتركنى ، فى كل رسالة وصفة جديدة وأكلة جديدة حتى استطعت أن أكون من رسائلها كتابا فى أصول الطهى!
لم تكن أمى طاهية ماهرة فقط تعد أصنافا رائعة من الوجبات ، كانت تقريبا تملك مصنعا فى منزلها للصناعات الغذائية ، مربات من كل الفواكه ، زبادى صناعة منزلية ، بسكوتات وحلويات ، عصائر طازجة ، مخللات أشكال وألوان ، وكانت إذا أرادت تعلم شيء جديد أحضرت له متخصصا يقوم بتحضيره وتعليمها فى نفس الوقت ، كما كانت لها موائد خاصة اشتهرت بها ، فهذه مائدة بحرية ، أى عليها أصناف شتى من السمك والمأكولات البحرية ، وتلك مائدة لحوم ، ومائدة خضروات ومائدة محشيات إلى آخره .. حتى الخبز كانت تعده أحيانا فى المنزل ، بأنواعه ، البلدى والشامى والتوست ..
أكثر من ذلك كان فى بيتنا مصنعا صغيرا للصابون ، تشترى لوازم التحضير وتمزج المزيج ثم تنتظر ليجف قليلا فتبدأ بتقطيعه فى قوالب صغيرة فى صبر كبير
كانت أمى رائدة فى تحديث المنازل وأسلوب المعيشة .. وكانت قريباتها ومعارفها من السيدات ينظرن إلى كل خطوة تخطوها فى تحديث منزلها فيحذون حذوها .. فهى من أوائل من أدخل الثلاجات والغسالات الكهربائية ومواقد الغاز والراديو والتليفزيون إلى المنازل ، وكانت تحرص على تغيير الأثاث بين الحين والآخر ، بل وتغيير السكن نفسه كلما أمكن ..
ذات يوم جاء إلى منزلنا رجل وامرأة .. قالوا نحن أولاد فلان .. كان فلان هذا يمتلك عمارة سكنية بجوار فندق شيراتون وكانت أمى تستأجر فيها شقة للمصيف .. وعندما أكرمنا الله ببناء منزل خاص بالقرب من شاطئ البحر لم نعد فى حاجة إليها .. كانت قيمة الشقة قد ارتفعت كثيرا وكان المتبع أن يدفع المالك جزءا كبيرا من قيمة الشقة حتى يستطيع استردادها حيث أن القانون لا يعطيه هذا الحق .. أخبر الضيفان أمى بأنهم فى حاجة لتلك الشقة وتوقعا أن تطلب أمى مبلغا كبيرا مقابل التنازل عنها .. ماذا فعلت أمى؟ استأذنت منهم لتعود بعد دقائق وفى يدها مفتاح الشقة قائلة .. "أصحابها أولى بيها" .. سألتها السيدة: "طلباتك؟" أجابت أمى: " لا شيء" ما دمتم أنتم فى حاجة إليها ولا أحتاج أنا إليها فلأكتب لكم الآن التنازل منى عن العقد ولن أطالبكم بأى شيء .. وشكرا لله الذى منحنى بيتا جديدا وغدا قد يقف أبنائى نفس الموقف فلعلهم يجدون من يستجيب ." عقدت الدهشة لسانيهما لكنهما أدركا أنهما أمام نموذج مختلف من البشر ، حياها بأطيب تحية ثم انصرفا غير مصدقين!
الفاتحة لك يا أمى .. شملك الله تعالى برحمته وتقبل طيب أعمالك وطيب روحك وصفاء نفسك وإيمانك الجميل ، وأدخلك أفضل جناته إنه سميع عليم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم
"الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . إياك نعبد وإياك نستعين . إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" . آمين
.
.

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

حرب أكتوبر 1973 - الأبعاد العسكرية


6 أكتوبر 1973 تاريخ غير العالم ، بعده تغيرت أشياء كثيرة وأرسيت قواعد ونظم جديدة للحرب والسلم ، والاقتصاد والسياسة 
لم تكن كل التغييرات حميدة لمن صنعوا التاريخ فى ذلك اليوم ، ولكنهم مع ذلك يفخرون دائما بنصرهم فى تلك الحرب ويعتزون بما حققوه من إثبات الذات وكسر التحديات 

الأبعاد العسكرية لحرب أكتوبر 
التحدى الأول والأكبر كان التحدى العسكرى الإسرائيلى بعد هزيمة يونيو 1967 ، أرض محتلة ، وتفوق عسكرى ، ودعم غير محدود للعدو ، مقابل جيش محطم ، ومانع جغرافى هو قناة السويس ، ومانع صناعى هو سد بارليف ، ودعم محدود 

مفاجآت عسكرية
فاجأ المصريون العدو والعالم كله بعدة مفاجآت لم يحسب أحد حسابها وكانت هى مفاتيح النصر 

1. السرية التامة فى العمل العسكرى
2. التمويه والخداع 
3. عبور قناة السويس 
4. اختراق سد بارليف بدلا من اعتلائه 
5. إعداد الجنود والضباط 
6. استخدام أسلحة جديدة واستخدام جديد للأسلحة التقليدية 
7. حماية القوات
8. كفاءة القيادات والتخطيط العسكرى 

السرية التامة
لم يمكن لأى فرد خارج القوات المسلحة معرفة ما كان يجرى داخلها ، كانت هناك نكتة أو تشنيعة تردد بعد حرب يونيو تقول أن سائق الباص ينادى على الركاب أثناء سفرهم بين المحافظات " اللى نازل المطار السرى" ... كى يستعدوا للنزول !
لم تعرف القوات المقاتلة بموعد بدء الحرب إلا صباح اليوم السادس من أكتوبر ، ولم يعرف أحد أين تختبئ الطائرات المصرية ولا أين توجد بطاريات الصواريخ ، رغم الإلحاح الشعبى لمعرفة كل شيء عن الاستعداد للحرب ، 

التمويه والخداع 
نظرا للطبيعة المكشوفة لميدان المعركة وللأرض المصرية المسطحة والخالية من التضاريس الجبلية والغابات وما يمكن الاختباء فيه أو به كانت مسألة تغطية تحركات القوات فى غاية الصعوبة ، طائرات التجسس تعمل ، والأقمار الصناعية تصور ومن الضرورى إخفاء كل شيء عسكرى ينشأ أو يتحرك فينبئ بالاستعداد للحرب ، لكن ذلك لم يكن ممكنا .. 

كيف واجهت القوات هذه المعضلة؟ 
بنيت مخابئ الطائرات تحت الأرض ، وكذلك بطاريات الصواريخ
بنيت مخابئ هيكلية وقواعد وهمية عديدة حتى أصبح متعذرا تحديد الحقيقى من الوهمى عن طريق التصوير
استخدمت الحيلة فى خداع العدو لمنعه من معرفة النوايا الحقيقية للقوات ، أجريت عدة مناورات كبيرة لتحريك القوات كأنها ستشن حربا خلال أيام ثم انتهت المناورات كل مرة بعودة القوات إلى ثكناتها ، فى كل مرة أعلنت إسرائيل التعبئة العسكرية ورفعت الاستعداد إلى أقصى درجة ، واشتملت التعبئة على تكاليف باهظة وإرباك بالغ ، فلما جاءت المرة الرابعة اعتقد الإسرائيليون أنها كسابقاتها وأنها مجرد حركة لن تسفر عن شيء فامتنعوا عن إعلان التعبئة ،  لكنها كانت القاضية .. 

مفاجآت يوم الحرب 
يوم بدء الحرب كانت هناك عدة مفاجآت ، كانت القاعدة المعروفة لدى كل الجيوش أن القوات المهاجمة تبدأ القتال أول النهار ، وقد مضى أكثر من نصف اليوم ولم يحدث شيء كانت النتيجة استرخاء تام على الجبهة الإسرائيلية 
المفاجأة الثانية يوم الحرب أنه كان فى شهر رمضان والعدو يعرف أن أفراده صائمون ، وأيام السنة كثيرة فلماذا يغامر جيش بإقحام أفراد صائمين فى مهام قتالية فى الصحراء وفى عز الشمس؟ ثم قد بلغت الساعة الثانية ظهرا فقد مضى من النهار معظمه ولابد أن الجنود إما نائمون وإما جوعى وعطشى ينتظرون الطعام والشراب 
المفاجأة الثالثة أن المصريون قد علموا بأن ذلك اليوم يوافق أحد الأعياد الدينية عند اليهود ولابد أنهم ولم يكن عندهم خبر بالاستعداد للحرب أن يكونوا فى عطلة كالعادة تتقلص معها الاتصالات وتخفف فيها الأوامر والواجبات والالتزامات 

الخداع الاستراتيجى 
جرى الترويج  داخليا وخارجيا لعدم جدية مصر فى الحرب ، بالإيحاء المباشر أحيانا وبتسريب أخبار وهمية أحيانا أخرى ، وبإطلاق مبادرات لحلول سياسية ، ثم بإبعاد المستشارين والخبراء العسكريين السوفييت من مصر
ساعد الإسرائيليون مصر فى خطة التمويه هذه كثيرا بإطلاق التصريحات المغرورة على لسان قواد الجيش الإسرائيلى تقول إن خط بارليف لا يمكن اقتحامه بأعتى الجيوش بما فى ذلك الجيش الأمريكى ، وأنه لا يقبل التحطيم حتى بالقنابل الذرية ، وأن مصر قد تلقت ضربة قاصمة عام 1967 ولن تقوم لها قائمة قبل عشرات السنين 
وحتى قيام الحرب يوم 6 أكتوبر لم تكن هناك أية معلومات مؤكدة لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية عن حرب وشيكة

عبور قناة السويس 
استخدمت لعبور القناة قوتان ، الأولى عبور الجنود على قوارب مطاطية قابلة للطى تعد للاستخدام الفورى من على ضفة القناة ، ولهذا يمكن للجنود حملها كمعدة خفيفة بدلا من القوارب ذات الهياكل التى لا يمكن إخفاؤها 
القوة الثانية قوة الدبابات وهى من نوعين ، برية وبرمائية ، ولعبور الدبابات البرية جرى تجهيز جسور فورية التركيب مكونة من عدة أجزاء تفتح فى لحظات لتستوى على سطح الماء ويتم ربط الأجزاء بحيث تشكل جسرا بعرض القناة يستطيع تحمل عبور الدبابات  

اختراق سد بارليف
بنى سد بارليف بارتفاع نحو عشرين مترا على طول قناة السويس لتكريس المانع الجغرافى المائى بإضافة حاجز يستحيل اعتلاؤه بالدبابات أو المركبات العسكرية من أى نوع ، وبالتالى منع أية قوات من التقدم البرى على الأرض 
ماذا فعل المصريون مع هذا الحاجز المنيع؟
بنى حاجز مشابه فى مكان آخر داخل الأرض المصرية وبدأت القوات التدريب عليه ، تم تجريب كل شيء ، المدافع والصواريخ والقنابل والمتفجرات ، فشلت كل المحاولات إلى أن تقدم أحد المهندسين الشبان بفكرة بسيطة لكنها عبقرية .. لقد صنع السد من أكوام من التراب والرمل تتخللها نقط حصينة بنيت من الحجارة والأسمنت المسلح تم تسليحها بالمدافع .. الفكرة الجديدة تقول أن التراب والرمل يمكن إزالتها بالماء .. جرى توجيه خراطيم المياه إلى الساتر الترابى على سبيل التجربة فانهار السد بالفعل ، وعليه تم تصنيع مئات مما أسمى فيما بعد بمدافع الماء وهى التى استخدمت فى فتح ثغرات فى السد الترابى نفذت منها الدبابات المصرية إلى شرق القناة فى ساعات قليلة 
فى نفس الوقت كان الجنود يتدربون على اعتلاء السد بسلالم من الحبال سهلة الحمل والاستعمال ، فلما حان وقت القتال كانت الدبابات تتقدم أسفل السد بينما الجنود من فوقه فلم يترك فيه مكان إلا وتمت السيطرة عليه 

إعداد الجنود والضباط
مهمة إعداد الأفراد هى أهم مرحلة فى الاستعداد للحرب ، وهى مهمة ذات عدة أوجه ، الإعداد التنظيمى ، الإعداد المعنوى ، الإعداد الجسدى  ، الإعداد المعلوماتى ، الإعداد القتالى
وفى الاستعداد للقتال ظهرت أنواع جديدة من التدريب ، التدريب على العبور ، التدريب على تسلق السد الترابى ، التدريب على استخدام مدافع الماء للمراحل القتالية الأولى ، ثم فى المراحل التالية ظهر فى الحرب مفاجأتان هما نوعان جديدان من الأسلحة "البشرية" إن جاز التعبير ، لم تكن الأسلحة البشرية قوات انتحارية أو أفراد ترتدى أحزمة ناسفة بل على العكس تعمل فى أمان وبشكل مؤثر وفعال 

استخدام أسلحة جديدة واستخدام جديد للأسلحة التقليدية 

السلاح الأول: الفرد فى مواجهة الحصن العسكرى 
تدرب الجنود على الوصول إلى الحصون العسكرية المقامة على سد بارليف فى أمان بتفادى نيران المدافع حتى إذا وصل أحدهم إلى بوابة الحصن ، أو ما أسمى بالدشمة ، ألقى داخلها بقنبلة تدمر ما فيها بمن فيها وأسكت مدافعها تماما 

السلاح الثانى: الفرد فى مواجهة الدبابة 
كان من المعروف حتى حرب أكتوبر أن الدبابة تعمل كآلة تدمير بجسمها المدرع القوى وبمدفعها الثقيل بعيد المدى ، جاءت القوات المصرية بفكرة عبقرية أخرى أحالت الدبابة إلى كتلة عاجزة ، لكنها كانت تحتاج إلى شجاعة فائقة من الجنود ، يتقدم الجندى نحو الدبابة فيقترب منها إلى حتى أمتار قليلة فيصبح فى مأمن من مدفعها ، ثم له أن يواجهها بأحد سلاحين ، مدفع خفيف يحمل على الكتف لكنه مضاد للمدرعات ويمكنه اختراق جسم الدبابة وإحراقها أو تعطيلها ، أو أن يعتلى ظهر الدبابة فيفتح غطاءها العلوى ليلقى بقنبلة داخلها 
هذه الأسلحة "البشرية" لم يحسب حسابها أحد ولم يتوقع ظهورها أحد ، وكانت عاملا حاسما فى السيطرة على ميدان المعركة ، وقد ساعدت كثيرا فى تغليب ميزان القوى لصالح القوات المصرية بأقل التكاليف فى الأفراد والمعدات ، بعدها لم تصبح الدبابات مثل ما كانت عليه قبل أكتوبر ، غيرت الجيوش دباباتها إلى دبابات مزودة بمدافع رشاشة ضد الأفراد خشية مهاجمة الجنود 

حماية القوات 
تعددت مهام حماية القوات المهاجمة وبدأت تلك المهام منذ اللحظة الأولى للقتال

مفاجأة الضربة الجوية: جاءت الضربة الجوية حسب الخطة المعدة كتمهيد للتقتال البرى ، لكنها جاءت مفاجأة فالعمليات التى تبدأ بالقصف الجوى ، تكون عادة مع أول ضوء فى النهار حتى ترى الطائرات أهدافها بوضوح وإلى أن ينتصف النهار تكون قد مهدت الميدان لتقدم القوات البرية فى أمان فيما بقى من اليوم ، فى هذه الحرب مخالفة تامة للقاعدة ، طلع النهار وانتصف ولم يتحرك شيء ، فإن بدأ قصف جوى بعد ذلك لن يكمل مهمته قبل حلول الظلام وعليه فلن تستفيد منه القوات البرية التى تحتاج أيضا لضوء لنهار .. النتيجة اطمأن العدو تماما 
انطلقت من مخابئها 220 طائرة فى وقت واحد إلى أهداف محددة فى سيناء فقصفت مواقع القيادات والاتصالات والإمداد والذخيرة مما قطع أوصال القوات المتواجدة وأصبح الميدان جاهزا للقتال على الأرض فى وقت قياسى ، عادت معظم الطائرات سالمة بينما كان من المتوقع إصابة نصفها ، ثم عادت إلى ميدان القتال لتواجه الطيران الإسرائيلى فى مراحل لاحقة ، بعد حرب أكتوبر أعادت جيوش العالم التفكير فى توقيت الضربات الجوية ولم يعد الهجوم مع أول ضوء هو القاعدة  
حائط الصواريخ: شكل حائط الدفاع الجوى حاجزا ناريا أمام الطيران الإسرائيلى لم تستطع اختراقه وبذلك تمت حماية القوات المهاجمة أثناء القتال على الأرض  

سلاح المدفعية: استخدمت المدافع طويلة المدى بكفاءة تامة لحماية القوات أثناء عبورها للقناة ثم عبرت فرق منها إلى شرق القناة لتشارك فى القتال البرى ، والفرق كبير بين قوات تعمل وحدها وقوات تعمل تحت غطاء جوى وساتر مدفعى  

كفاءة القيادات والتخطيط العسكرى
لاشك أن كفاءة القيادات والخطط القتالية قد ساهمت فى جعل هذه الملحمة البطولية والنصر الذى شهد به العالم حقيقة واقعة ، لايمكن للأفراد وحدهم دفع هذا المجهود الحربى الهائل دون تخطيط سليم وفكر جاد وإدارة ناجحة لكل المعطيات بدءا من التدريب إلى التسليح والتنسيق بين القوات واستخدام عناصر المفاجأة والسرعة والتأمين الأقصى للقوة المحاربة 

لهذه الأسباب توصف حرب أكتوبر بأنها غيرت المفاهيم العسكرية على مستوى العالم ، ولهذه الأسباب تدرس عملياتها ومعاركها فى المعاهد العسكرية العالمية ، والفضل فى النصر يرجع فى كثير من جوانبه إلى الفرد المقاتل وإلى أفكار متميزة قدمها المصريون وأذهلت العالم 
ولهذه الأسباب أيضا تحرص إسرائيل على السلام مع مصر أكثر من حرص مصر على السلام معها 
مساء الخير .. وكل عام وأنتم بخير .. 

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

أنفلونزا الخنازير .. أمان التطعيم

 صحيح أن الاعتماد فى النقاش العلمى يكون على المصادر العلمية وليس الإعلامية ، ولكن الناس كلها تتكلم فى الموضوع وأصبح بالفعل قضية عامة وانتشر الخوف إن لم يكن الرعب ، ومن ناحية أخرى فى غياب المعلومات الموثوقة هناك فرصة سانحة لنظرية المؤامرة كى تنشب مخالبها فى العقول

وفى عصر الخصخصة وجدت الحكومات فرصة ذهبية لتنفض عن كاهلها مسئولية وتكاليف صحة المجتمع متجاهلة أن مهام الصحة العامة والوقائية لا يمكن للأفراد القيام بها على نفقتهم الخاصة مهما فعلوا ، ويمكن أن تكون النتيجة دمار شامل للمجتمع بأسره ، وآن الأوان لكى تفكر الحكومات بأنه سيكون عليها دفع الفواتير القديمة التى تم إهمالها فى مجالات الصحة والنظافة وتوفير المياه النقية ومكافحة الأوبئة وإلا سيلحق بها عار قتل شعوبها بالإهمال ، ورغم أن كل قوانين الدنيا تعاقب الأفراد بتهمة الإهمال دون هوادة ، تعفى الحكومات نفسها من هذه التهمة ومن تلك القوانين ، ولربما حان الوقت لتحمل المسئولية بعد طول تنصل ، وإهمال الصحة العامة لا يمكن فصله عن إهمال التعليم والمواصلات العامة والثقافة العامة والبحث العلمى ، فهى منظومة إهمال متكاملة وسمة عامة بين حكومات العالم الثالث ، ولن يفيد النظر إلى الوباء من ثقب إبرة كما لو أنه زوبعة فى فنجان ، ولن ينجح إلا السير فى الطريق الصحيح وإصلاح كل ما أتلفه التجاهل والإنكار مهما كانت التكاليف

وهناك أناس يتخوفون من شركات الأدوية العالمية (وترتيبها الثانى فى حجم الأرباح بعد صناع السلاح) التى يسيل لعابها لبيع كميات مهولة من العقاقير لأى مرض يا حبذا لو انتشر فى كل الدنيا ، وبالتالى ينشرون أخبارا مزعجة عن خطورة التطعيم فضلا عن خطورة المرض ، وسرت شائعات بأن الطعم المصنع يسبب أمراضا خطيرة لاحتوائه على مواد ضارة بالصحة ومن ثم تدعو الناس إلى الامتناع عن التطعيم

وزراء الصحة العرب ليس بإمكانهم أكثر مما فعلته أنا هنا فى آخر هذا المقال ، أى النقل والترجمة من المصادر الدولية ، ومع ذلك لم نجد سياسة أو خطة واضحة مجابهة الكرب القادم ، ما زالت هناك حيرة بين إغلاق المدارس أو فتحها ، وبين منع السفر للحج والسماح به ، وبين إعطاء الطعم والعلاج بالمجان أو بيعه .. إلى آخره ، النكتة أن هذه المصادر لا تعطى حلولا أو سياسات وإجراءات محددة ، نشرات الأمم المتحدة تقول إن إغلاق المدارس يمكن أن يؤدى إلى تخفيض عدد الإصابات بنسبة 50% بشرط أن يكون إغلاقها قبل أن تصل نسبة الإصابات فى عموم المجتمع إلى واحد فى المائة ، فإذا تعدت هذه النسبة لن يكون للإغلاق تأثير يذكر ، ثم إن هناك مضاعفات اجتماعية واقتصادية نتيجة إغلاق المدارس وعلى كل حكومة أو إدارة دراسة ظروفها واتخاذ القرار المناسب لها ، ولذلك تقع السلطات الصحية والتعليمية فى مأزق سببه عدم التدبير لمواجهة الكوارث من أى نوع

الآن أدعو القراء مباشرة إلى هذين المركزين العالميين:

مركز CDC عبارة عن عدة مراكز متخصصة فى مكافحة الأمراض والطب الوقائى وعنوانه: 

http://www.cdc.gov/

وعنوان الموقع الإخبارى عن أنفلونزا الخنازير  (Swine Flu / H1 N1) هو:

http://www.cdc.gov/h1n1flu/

طبعا لابد من معرفة اللغة الانجليزية لمتابعة الأخبار ، لكن الأسلوب فى رأيى مناسب لعموم القراء وليس الأطباء وحدهم

والمركز ، وهو تابع للحكومة الأمريكية ، لديه سجلات كاملة عن كافة الأوبئة وتاريخها لأكثر من مائة سنة فى جميع أنحاء العالم حتى المتوطن خارج الولايات المتحدة ، وهو مرجع لكل أطباء العالم ومنذ ظهور الموقع على الإنترنت يتابعه ملايين الأطباء ، ويمكن أن نشبهه بمكتبة الكونجرس ولكن فى اختصاصه

يتم تحديث الأخبار والبيانات أسبوعيا وبه سجل أبجدى للأمراض المعدية والأوبئة على وجه الخصوص يحتوى على كافة المعلومات المتوافرة لدى المراجع الصحية الأمريكية ومراكز البحوث العالمية ، مع سجل المراجع العلمية لكل موضوع

هناك موقع مشابه لمتابعة الأمراض والأوبئة تابع لمنظمة الصحة العالمية وعنوانه:

http://www.who.int/en/

 وبه قسم خاص لمتابعة أخبار أنفلونزا الخنازير عنوانه:

http://www.who.int/csr/disease/swineflu/en/

ويتم تحديثه أسبوعيا أيضا

بما أننا نتحدث هنا عن التطعيم وليس المرض نفسه فسأقصر حديثى عن آخر مستجدات التطعيم مستمدة من الموقعين:

يقول المركز الأمريكى أن الطعم لم ينتج بعد ، وينتظر إنتاجه خلال هذا الخريف ليكون متوفرا بالأسواق خلال موسم الشتاء 2009 – 2010

أمان التطعيم والمضاعفات المحتملة:

1. احتمال ظهور أعراض جانبية بسيطة كالصداع والقئ أو احمرار وتورم فى منطقة الحقن ، وقد تستمر ليوم أو اثنين 

2. احتمال الحساسية من الطعم: نادرة الحدوث وأعراضها تورم بالوجه وصعوبة التنفس وتعامل معاملة الحساسية من أى دواء آخر بالمستشفى ، وهذه الأعراض تحدث عادة للأشخاص المصابين أصلا بحساسية ضد بيض الدجاج المصنع منه الطعم وعليه يجب عليهم الوقاية بطرق أخرى غير التطعيم

3. احتمال الإصابة بأمراض أخرى: نادر الحدوث ، وتشير كافة الأبحاث إلى عدم وجود علاقة بين التطعيم والإصابة بأمراض أخرى غير بحث واحد أشار إلى زيادة احتمال الإصابة بنسبة واحد فى المليون بمرض جيليان بار سيندروم (متلازمة الضعف العصبى العضلى) بناء على ملاحظة وباء أنفلونزا الخنازير الذى انتشر عام 1976 ، بينما لم تسفر الأبحاث اللاحقة عن وجود علاقة ما بين التطعيم والمرض

4. خطورة المواد المضافة: التيروميزال

يقول المركز أن التيروميزال مادة حافظة آمنة وسبق استعمالها فى طعوم أخرى ، وأن هناك نوعين من الطعم المتوقع إنتاجه: أحدهما بالحقن وهذا يمكن أن يعطى على مراحل ويحتوى على مادة التيروميزال لكى تمنع تلف الطعم بعد فتح العبوة أول مرة ، والثانى بخاخ أنفى وهذا لا يحتوى على تلك المادة لأنه يستعمل لمرة واحدة ، أما المادة الحافظة نفسها فليست ذات خطر وأشارت الأبحاث إلى سلامة استخدامها وأنه ليس له علاقة بالإصابة بمرض التوحد ، وأن آلاف المصابين بهذا لمرض لم يسبق لهم التطعيم

5. تطعيم الحوامل: تقول الإحصائيات أن معدل احتياج الحوامل لدخول المستشفى أعلى منه فى بقية الأشخاص ، بالإضافة إلى أن 6% من الوفيات المؤكدة بسبب المرض كن حوامل بينما يبلغ متوسط نسبة الحوامل فى المجتمع 1% فقط ، لهذه الأسباب تحتاج النساء الحوامل إلى الوقاية أكثر من غيرهن ، والوسيلة الفعالة الوحيدة للوقاية هى التطعيم ، غير أن هناك تحفظا واحدا هو أن تطعيم المرأة الحامل يجب أن يكون عن طريق الحقن لأنه يحتوى على جزيئات من فيروسات ميتة لا تسبب المرض بينما لا يجب إعطاؤها الطعم الأنفى حيث أنه يحتوى على فيروسات حية مضعفة ولا ينصح به للحوامل وإنما يمكن أن يعطى بأمان للأشخاص الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسين عاما من غير الحوامل

موقع منظمة الصحة العالمية يذكر أيضا أنه حتى الآن لم يتم إنتاج الطعم ، وحيث أن الفترة اللازمة لتصنيع أى طعم هى ستة أشهر من وقت اكتشاف الفيروس وحيث أنه فيروس أنفلونزا الخنازير تم اكتشافه فى أبريل 2009 فمن المتوقع التوصل إلى تصنيع الطعم فى أكتوبر 2009

وينصح الموقع تطعيم العاملين بالمجال الصحى كفئة أولوية نظرا لتعرضهم أكثر للعدوى ولمنع انتشار المرض عن طريقهم

يشترك الموقعان فى أن الموازنة بين أخطار المرض وأخطار التطعيم تحسم بالتأكيد لصالح التطعيم كأحد الوسائل الفعالة لمكافحة المرض ومنع انتشاره ، وأنه يجب استخدامه حال توفره

يشترك الموقعان أيضا فى الإشارة إلى أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية العادية كالاهتمام بالنظافة الشخصية والنظافة العامة وتجنب القرب من الأشخاص المصابين بأعراض الأنفلونزا مثل العطس والسخونة ، والعلاج فى حال الإصابة باستخدام العقار المضاد

أضيف حقيقة علمية لطمأنة الناس وهى أن هذا المرض لكونه نوع من الأنفلونزا ينتقل بالتالى بنفس الطريقة أى عن طريق الرذاذ وليس الهواء ، بمعنى أن الفيروس ينتقل مع الرذاذ المتناثر أثناء العطس وأقصى مدى له هو متر واحد من الشخص المصاب ، ولا يتلوث الهواء أبعد من ذلك ، فإذا كنا داخل طائرة أو باص أو قاعة وعطس أحدهم فى آخرها لن ينقل العدوى لمن فى أولها .. مستحيل ، الفيروس لا يتحرك ولا يسافر وليس له أجنحة ولا يطير فى الهواء ، يلزمه تلك الدفعة القوية الحادثة أثناء العطس لكى يصل إلى شخص آخر  

بقى أن أشير إلى أهم نقطة فى الموضوع

من أين وقد رأينا أن الطعم لم يتم إنتاجه إلى اليوم تأتى هذه القصص عن اكتشافات الخطورة وقرارات إيقاف الاستخدام والمؤامرات العالمية والتواطؤ الدولى لقتل الشعوب؟

مساء الخير ..