الأربعاء، 14 أبريل 2010

منظمة الصحة العالمية تعترف

منظمة الصحة العالمية تعترف بالمبالغة فى التعامل مع وباء الأنفلونزا

جنيف (رويترز) - اعترفت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين 12 أبريل 2010 بأوجه قصور في تعاملها مع وباء انفلونزا (اتش1ان1) المعروف باسم انفلونزا الخنازير بما في ذلك عدم تبادل الشكوك حول الفيروس الجديد في الوقت الذي كان يجتاح العالم.

وقال كيجي فوكودا أكبر خبراء الانفلونزا بمنظمة الصحة العالمية ان نظام الوكالة التابعة للامم المتحدة المكون من ست مراحل لاعلان الوباء أظهر التباسا فيما يتعلق بفيروس انفلونزا الخنازير التي ثبت في نهاية المطاف انها ليست بنفس الدرجة القاتلة مثل انفلونزا الطيور.
وقال فوكودا "الواقع ان هناك قدرا كبيرا من الشكوك (بشان الوباء). أعتقد أننا لم ننقل هذه الشكوك. وفسر الكثيرون ذلك على انه عملية لا تتسم بالشفافية."
وكان فوكودا يتحدث في اجتماع يستغرق ثلاثة أيام ويضم 29 خبيرا في الانفلونزا من خارج المنظمة دعوا لاعادة النظر في تعامل منظمة الصحة العالمية مع أول وباء للانفلونزا في 40 عاما.

وقال منتقدون ان منظمة الصحة العالمية اثارت الذعر من فيروس انفلونزا الخنازير - الذي تحول الى فيروس متوسط الاثر- وجعلت الحكومات تخزن لقاحات ذهبت هدرا.
وتساءل البعض عن علاقات المنظمة بصناعة الدواء بعد أن حققت شركات مثل جلاكسو سميثكلاين وسانوفي أفنتيس أرباحا كبيرة من انتاج لقاح مضاد لفيروس (اتش1ان1).
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية أودت الانفلونزا الجديدة التي ظهرت في المكسيك والولايات المتحدة منذ عام تقريبا بحياة 17770 شخصا في 213 دولة. واعلنت المنظمة تحول المرض الي وباء في يونيو حزيران. وكان معظم الضحايا من الشبان بمتوسط اعمار 37 عاما مقابل 75 عاما للانفلونزا الموسمية.

وستحتاج منظمة الصحة العالمية عاما اخر أو عامين بعد اعلان انتهاء الوباء لتحديد معدل الوفيات النهائي بالفيروس. ولا تزال حالة الوباء سارية رسميا.

وقال فوكودا ان فيروس انفلونزا الطيور (اتش5ان1) وهو فيروس منفصل أشد فتكا أودى بحياة 60 بالمئة ممن اصيبوا به منذ عام 2003 "أدى الى مستوى مرتفع من الخوف من الوباء الذي تلاه."

واشار المسؤول الي انه كان من الصعب تلبية طلبات الجمهور للحصول على المشورة لان فيروس (اتش1ان1) انتشر بسرعة عبر الحدود وأدت المدونات وغيرها من وسائل الاعلام الجديدة الى تكهنات وانتقادات.
وقال فوكودا "السكان حول العالم لديهم امال مرتفعة جدا للحصول على معلومات فورية."
واضاف أن المفاجأة الكبرى كانت أن هناك حاجة الى جرعة واحدة فقط من اللقاح المضاد لتوفير المناعة في حين اقيم معظم التخطيط على الحاجة الى جرعتين.
وهذا يعني ان بعض البلدان كان لديها وفرة في المعروض من اللقاحات غير المستخدمة في حين حصلت البلدان الاكثر فقرا على امدادات ضئيلة أو لم يتح لها أي امدادات.
وقال فوكودا في اشارة الى نظام المنظمة المكون من ست مراحل لاعلان الوباء والذي يضع في الاعتبار الانتشار الجغرافي للفيروس دون حدته "يبقى الالتباس حول مراحل ومستوى الخطورة مسألة محيرة للغاية."
وحاولت منظمة الصحة العالمية التوصل الى أساس كمي لقياس شدة الوباء باستخدام معدلات الوفاة لكن ثبت ان ذلك صعب لان البلدان قدمت مستويات مختلفة من المعلومات. وافتقر الكثير منها الى السجلات الاساسية للمواليد والوفيات.
وقال الدكتور مارتن سيترون من المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها واحد الخبراء المشاركين في المراجعة "كثير من البلدان لا تملك القدرة الفعلية لتحديد شدة الفيروس بشكل يمكن الوثوق به."
وقالت مارجريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية ان وكالتها ترحب بمراجعة صريحة وحاسمة لكيفية تعاملها مع هذا الوباء لمساعدتها في الاستعداد لطوارئ الصحة العامة في المستقبل.
وابلغت تشان الجلسة "نريد أن نعرف ما هي النجاحات. نريد أن نعرف ما هي الاخفاقات ولماذا. نريد أن نعرف ما الذي يمكن عمله على نحو أفضل وكيفية عمله بشكل مثالي
الآن وقد صدقت الشكوك حول "بالونة" الوباء باعتراف أصحابها .. هل كان العالم أجمع ألعوبة فى يد "حفنة من اللصوص" فى سبيل "حفنة من المليارات"؟!
المصدر - رويترز
.