الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

احتمالات التدخل العسكرى العربى فى سوريا



 الرئيسان جمال عبد الناصر وشكرى القوتلى 
يعلنــان الوحــدة بين مصــر وسوريا 1958

احتمالات التدخل العسكرى العربى فى سوريا
انقسم الرأى العام العربى حول تأييد أو رفض التدخل العسكرى العربى لحل الأزمة السورية بالقوة

هناك أزمة حادة فى سورية نعم
هناك قتلى وجرحى بالآلاف نعم
هناك مئات الألوف من اللاجئين والمشردين نعم
أليس هناك حلول أخرى غير التدخل العسكرى السافر؟

ماذا يمكن أن يقدم التدخل العسكرى العربى فى سورية؟
ماهى أهدافه وما هى أدواته وآلياته؟
ما هو شكله؟ هل فى إطار الجامعة العربية؟
هل بقوات مشتركة بين دول عربية بعينها خارج إطار الجامعة؟
هل بقوات من دولة واحدة قادرة على التدخل كدخول القوات السورية إلى لبنان عام 1976؟

هل تتدخل القوات لفك الاشتباك بين النظام والثوار؟
هل تتدخل لصالح الثوار ضد النظام؟
ماذا ستفعل تلك القوات بالضبط؟ هل ستكتفى بمجرد التواجد هناك؟ وأين على أرض سورية؟
هل ستسمح لها قوات النظام بالدخول؟ أم أن الصدام واقع لا محالة باعتبارها قوات غازية؟
هل ستطلق النار وتقتل وتصيب وتشرد آلافا أخرى من البشر؟

هل ستحذو حذو الناتو فى حماية المدنيين فى ليبيا؟
هل ستنطلق طائرات حربية عربية لضرب أهداف فى دمشق وحلب وبقية المدن السورية؟

وإذا كان هذا كله له ما يبرره من سيدفع فاتورة هذه الحرب؟ أفرادا وعتادا وخرابا وإعادة إعمار؟
وإذا وجدت من يدفع الفاتورة المادية 
فمن يدفع الفاتورة النفسية للمواطن العربى والكيان العربى لأجيال قادمة؟

إذا كان ما يحدث فى سورية هو حرب أهلية على أرض سورية 
فهل نريد تحويلها إلى حرب أهلية بين كل العرب؟

ألم تكفنا الحروب الأهلية فى العراق واليمن وليبيا والسودان والجزائر وفلسطين؟

ولو وجد الحل العسكرى العربى مبررات لهذا 
كله فمن الذى سيقوم بالعمل العسكرى على أرض الواقع؟
بالونات الاختبار تطلق كل يوم
بدأت بإرسال قوات مصرية ، ثم بقوات عربية مشتركة ، ثم بقوات عربية تركية

هناك تيار قوى داخل مصر يعارض الزج بالقوات المصرية فى هذه الأزمة
وأمامه عرضت الرئاسة المصرية التدخل ضمن قوات عربية
لكن الواقع يقول أنه لا توجد جيوش حقيقية فى المنطقة العربية غير الجيش المصرى
كلها جيوش أنهكتها الصراعات السابقة والحالية
فضلا عن أنها جيوش هزيلة أصلا لا تصلح حتى للدفاع عن موطنها الأصلى
إذاً فهى حيلة أو غطاء سياسى فقط حتى لا يقال أن مصر قد غزت سوريا عسكريا فى عمل منفرد

وكيف يقبل جيش مصر القيام بهذه المهمة الشائكة؟
ولو قبلها كيف يكون له ذلك وهو منشغل فى سيناء بمهمة عسكرية لم تكتمل بعد؟
هل ستنجح المهمة؟
هل ستقف إيران على الحياد؟ أم أنها ستطلق صواريخها بعيدة المدى الى تستعرضها صباح مساء؟
هل نعلن الحرب على إيران؟


شخص واحد فى مصر هو الذى يملك سلطة إصدار القرار بالتحرك العسكرى هو رئيس الجمهورية
وهو الذى منحها لنفسه بعد إزالة نفوذ المجلس العسكرى

ورغم أن مثل هذا القرار يتطلب تقليديا وتاريخيا تفويض مجلس الشعب
ولأنه لا يوجد حاليا برلمان فى مصر
ولأن الرئيس قد منح نفسه أيضا سلطات مجلس الشعب
فإنه لن يكون هناك أية جهة رسمية يمكنها تقييد هذه السلطات

وعلى قدر السلطات تكون المسئولية
وعلى قدر المسئولية يكون الحساب

ولو صدر أمر رئاسى للجيش المصرى بالتدخل فى سورية رغم أنف الشعب المكبل بالهموم
هل يعرف أحد مقدما نتيجة هذا؟

ماذا سيكون الثمن؟
سيكون الثمن باهظا على الجميع .. الجيش .. والشعب .. والرئيس 

الجمعة، 24 أغسطس 2012

سقوط جدار برلين فى سيناء


سقوط جدار برلين فى سيناء

هذا العام تمر خمسون سنة على إنشاء جدار برلين الشهير

أقيم جدار برلين فى أغسطس عام 1961 وتم بإنشائه تقسيم العاصمة الألمانية برلين إلى برلين الشرقية الواقعة تحت الاحتلال السوفييتى وبرلين الغربية التى تعيش تحت احتلال التحالف الغربى

وتعود قصة تقسيم العاصمة الألمانية إلى عام 1945 إثر سقوط ألمانيا النازية بعد الحرب العالمية الثانية ثم تقسيم ألمانيا عام 1949 إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ، واتخذت كل دولة قسما من العاصمة الألمانية عاصمة لها حيث تم فصل القسمين على خطوط توقف القوات الغازية

ظهرت مفارقة كبرى بتجاور نظامين  سياسيين متضادين هما الاشتراكي والرأسمالي في مدينة واحدة وبدأ الباحثون عن الحرية يغادرون ألمانيا الشرقية

عام 1961 قرر البرلمان الألمانى الشرقى إغلاق الحدود بين قسمى المدينة وقطع طرق الاتصال بينهما لمنع هجرة الآلاف من القوى العاملة وتشييد جدار خرساني تكلف إنشاؤه 150 مليون دولار ، امتد 106 كيلومترا عليها 300 مركزا للمراقبة

ورغم ذلك لم تتوقف محاولات الهجرة والفرار من المانيا الشرقية التى تقبع تحت نظام حديدى بما فيها حفر الأنفاق تحت الجدار ، لكنها أصبحت محفوفة بالمخاطر حيث كانت هناك أوامر صريحة لجنود المراقبة بقتل كل من يحاول النفاذ من الجدار ، وفقد 960 شخصا حياتهم أثناء تلك المحاولات

في مطلع التسعينات شهد الاتحاد السوفيتي عملية تحول ديمقراطى ترأسها ميخائيل جورباتشوف الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي صاحبها مظاهرات كبيرة تنادى بالحرية فى دول أوربا الشرقية بما فيها ألمانيا اضطرت معها حكومة ألمانيا الشرقية إلى فتح الحدود بين برلين الشرقية و وبرلين الغربية . وتوجهت  الجماهير الألمانية  من الجهتين إلى الجدار لهدمه وتفكيكه الى قطع تحولت الى هدايا تذكارية

 

هذه الرحلة التى استمرت 40 عاما تتشابه فى كثير من فصولها مع ما حدث فى سيناء خلال 40 عاما أخرى منذ 1973 حتى 2012

فقد تم بناء على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية منع القوات المصرية من التواجد فى سيناء بطريقة طبيعية لممارسة حق السيادة وتحددت أعداد وأنواع القوات والعتاد المسموح لها بدخول سيناء

ظلت الأمور مستقرة رغم هذا الانتقاص من السيادة المصرية على جزء من أرض مصر لاعتبارت تتعلق بمنع نشوب الحرب وتفادى الاحتكاك بين القوات ، وكان لكل من مصر وإسرائيل سببا استراتيجيا فى القبول بالمعاهدة التى بموجبها ستنسحب إسرائيل من سيناء التى احتلتها عام 1967 وتتعهد مصر بالاعتراف بدولة إسرائيل والقبول بتحديد تواجد قواتها فى سيناء

كان السبب الأهم فى قبول إسرائيل بالانسحاب من سيناء بعد احتلالها 15 عاما هو نجاح مصر فى حرب أكتوبر  عام 1973 فى عبور قناة السويس والانتصار فى المعركة رغم المانع المائى الممتد 180 كم وتحصين خط بارليف المنيع ، ومن ثم إدراك إسرائيل لعبثية التواجد العسكرى فى سيناء مع سقوط نظرية الأمن الإسرائيلى بتأمين مانع جغرافى لحدودها على قناة السويس

أما السبب فى قبول مصر بتحديد القوات هو إدراك قادة الجيش المصرى بخطورة تواجد أعداد كبيرة من القوات المكشوفة للطيران الإسرائيلى فى سيناء بعد تجارب مريرة ومؤلمة وخسائر جسيمة منى بها الجيش المصرى فى حروب سابقة لهذا السبب

 

بعد 40 عاما يكتشف الطرفان أن سيناء الخالية أصبحت مرتعا لحركات التطرف والإرهاب التى أصبحت مصدر خطر للجانبين ، وتصبح الحاجة للسيطرة ملحة

يدخل الجيش المصرى إلى المناطق المتاخمة لحدود إسرائيل لفرض السيطرة واستعادة الأمن بأفراده ومدرعاته وسلاحه الجوى بقبول إسرائيلى تام لعمليات إعادة انتشار الجيش المصرى داخل سيناء بل وبترحيب بقيام الجيش المصرى بعمليات التطهير التى ستوفر الأمن لكل من الجانبين ولن تكلف الطرف الإسرائيلى شيئا ، فالمصلحة المصرية صادفت مصلحة إسرائيلية ، وستظل إسرائيل فى حاجة لتواجد الجيش المصرى فى سيناء لأسباب تتعلق بأمنها ، وهذا يعنى أن استعادة السيطرة العسكرية المصرية الكاملة على سيناء ستجعل من البنود العسكرية فى معاهدة السلام حبرا على ورق

لكن التحرك المصرى لن يتوقف عند التحرك العسكرى ، ستشهد سيناء حياة جديدة لم تتعودها فى العهود السابقة

ستضخ الأموال فى مشروعات تنمية سيناء ، وسيتم إدماج سكانها فى الحياة المصرية كما تجرى فى وادى النيل ، وسينال أبناؤها حقوقا أكثر ومزايا أكبر وسيهدف كل ذلك إلى هدف واحد تأخر كثيرا هو إعمار سيناء

سيتكلف إعمار سيناء الكثير ، لكنها أيضا ستكون تكلفة استراتيجية هامة تنعكس آثارها بالإيجاب على مصر كلها ، وستشهد منطقة سيناء وقناة السويس تحولات اقتصادية كبرى فى ظل حماية الاستثمار بعد استرداد السيادة الكاملة على سيناء وتأمين طرق مواصلاتها ومنشآتها الجديدة



فى المنطقة العربية فقد تكررت قصة انقسام برلين فى مدينة القدس فى حرب 1967 ، حتى على الصعيد العسكرى فالمتأمل لخريطة الدولتين الألمانيتين يرى منطقة متقدمة عن بقية الأراضى الغربية تتجه نحو العاصمة وتتوقف فى وسط المدينة

فى القدس أيضا حدث شيء مماثل وهو تقدم المنطقة الوسطى من الضفة الغربية عن بقية الأراضى باتجاه مدينة القدس وتوقفها عند وسط المدينة

ما حدث هو انعكاس لتقدم القوات فى الحالتين لاحتلال مدينة كهدف استراتيجى حتى وإن لم يكن احتلالا كاملا ، وحيث أن سقوط مدينة فى المعارك العسكرية هو من علامات السيطرة والانتصار

وفى الحالتين ركز الجانب الغربى على دخول المدينة الهدف أكثر من الأراضى مهما امتدت ، وبتكلفة أقل وفى وقت أسرع يستطيع إعلان سيطرته عليها مما يجعله فى موقف سياسى أقوى يستطيع به فرض شروطه

وقد تركت إسرائيل الضفة الغربية واتجهت رأسا نحو القدس ولتضمها لاحقا إلى الدولة الإسرائيلية الرسمية ، وبعد توقف القتال أصبحت خطوط توقف القوات هى الحدود الجديدة

واتبعت إسرائيل أيضا سياسة بناء الجدار الفاصل فى مناطق أخرى لتحمى حدودها من انتشار الشعب الفلسطينى

وقد سقط جدار برلين ، وسقط جدار سيناء فهل يأتى يوم تزول فيه الحدود بين القدس الشرقية والقدس الغربية؟

السبت، 16 يونيو 2012

هل أوشك الربيع العربى أن يثمر فى مصر؟


هل أوشك الربيع العربى أن يثمر فى مصر؟
بقى على إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فى مصر ساعات معدودة
والسؤال هو هل هذه الانتخابات من ثمار الربيع العربى؟  
رغم كل مظاهر التوتر والاستقطاب السياسى فى الساحة المصرية لا يمكن تجاهل تحول مفهوم الحكم لدى الشعب المصرى من الحكم المتسلط القائم على القوة والأمر الواقع إلى الحكم المفوض المبنى على إرادة شعبية حرة
انتقل المصريون لأول مرة فى تاريخهم من طاعة الحاكم إلى صناعة الحاكم ، ومن فرض السيادة على الشعب إلى فرض إرادة الشعب
لأول مرة نشهد مرشحين للرئاسة كل منهم يتودد إلى الناس ويتعهد بتحقيق مطالبهم ، ونشهد لأول مرة انتخابات رئاسية لا تعرف نتيجتها مقدما ، ويمكن لصوت فرد واحد أن يتجه بالنتيجة يمينا أو يسارا كيفما شاء
ما يجرى الآن فى مصر هو تحول نوعى بكل المقاييس فى طريقة الوصول إلى الحكم وفى كيفية ممارسته ، فالشعب أصبح يختار من يفوضه لإدارة البلاد ولمدة محددة يعاد بعدها تقييم أدائه ثم يقرر مصيره ، إن أخطأ عزله وإن أصاب أبقى عليه لفترة أخرى محدودة وليس للأبد
أصبحت الأسماء لا تهم كثيرا الآن ، بل أصبح الأداء هو المحك ، وضمان حرية الناس هو الفيصل
صوت الناخب أصبح هو سيد الموقف ، وتتساوى الأصوات لا فرق بين فقير وغنى ، أمى ومثقف ، رجل وامرأة أو بين رأى أو آخر ..
سيتعلم الحكام القادمون أن احترام رأى الشعب هو الطريق إلى قمة الهرم ، وأن اعتلاء الهرم لن يأتى بالهبوط من السماء وإنما بالتعلق بكل حجر فيه
هذه هى أول ثمار الربيع العربى .. والبقية تأتى ..
مساء الخير ..

الجمعة، 25 مايو 2012

موسيقى الربيع العربى فى المركز الأول

على القائمة العالمية فى سباق ساوند كليك بين 76,837 أغنية
تأليف د.أسامة عفيفى
أداء أوركسترا الإسكندرية
25 مايو 2012 
الربيــع العــربى     Arab Spring

الأحد، 13 مايو 2012

الدجل السياسى

يتعجب المرء حين يرى الناس يمر عليهم الدجل مرور "الكرام" بلا تعليق ، بلا تفكير .. بلا أى تأمل أو حتى توقف ، وأكثر أنواع الدجل شيوعا الآن هو الدجل السياسى .. لقد أصبح هذا الوصف مصطلحا شائعا هذه الأيام المليئة بالعواصف والأعاصير السياسية التى أوقعت الجميع فى حالات من عدم الاستقرار ، وعدم الثقة ، وعدم وضوح الرؤية وأفقدت الناس كثيرا من الأمل بسبب التخبط والتقلب والإحباط والإفراط ؟؟ 
والمتابع لما أعلنته قوى سياسية كثيرة فى مصر يلاحظ تناقضا أساسيا فى السياسة المعلنة لكل الأحزب والتيارات وقع فيه معظمها ، على لسان قادتها وممثليها وصحفها وقنواتها .. 
لقد أعلنت كل الأحزاب موافقتها والتزامها بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية .. ومع ذلك .. فإن مواقفهم حيال الرئيس الذى تولى إبرامها تختلف جذريا
بعضم يرى السادات .. حتى الآن .. خائنا ، ويراه البعض عميلا ، وآخرون يرونه قد باع الوطن ، وبالتالى استحق  القتل عقابا له على مافعل 
الأدهى من ذلك أن هؤلاء المتصارعين من أجل الوصول للحكم ، لا سيما كرسى الرئاسة ، يعلنون أنهم سيبقون على المعاهدة وأنهم مستعدون لضمان ذلك أمام العالم ، وبعضهم اجتمع مقدما مع ممثلين للإدارة الأمريكية لإبلاغهم بالتطمينات اللازمة لإيصالها بالتالى إلى إسرائيل 
معنى ذلك أن هؤلاء يريدون الجلوس مكان السادات والعمل بسياسته لكنهم يدينونه لذات العمل ولذات السياسة 

ليس فى هذا دفاع عن السادات بقدر ما هو كشف للازدواجية السياسية التى تجمع بين المتناقضات وتعطى وجهين لنفس الحقيقة ونفس السياسة ونفس الموقف .. 
هل يمكن تصور أن يتهمك شخص بالخيانة ثم يتبنى ما ينكره عليك إن هو أصبح مكانك؟ .. ويريد منك أيضا أن تصدقه ، وأن تمنحه ثقتك ، وأن تبرئه مما اعتبره جرما فظيعا .. هذا هو عين الدجل السياسى
مساء الخير ..